١٦ نوفمبر

سؤالٌ بعد سؤال،

ضبابية تشتت انتباهي،

الحروف تتداخل في بعضها،،، ظلام.

مرة خليهم محطة وانت سافر .. انت والدخان وصبرك والمطر

أشح عيني عن الأسئلة.. اسرح وافترض خط سير الرحلة، بعد نصف ساعة يجب أن أذهب إلى المطار، ذخيرتي “سماعاتي” وبعضٌ من السجائر تعيني على الهرب من زميلي الذي يرافقني وكلامه عن “امتيازات” السعوديين في السوق، متناسياً التراتبية والطبقية الموجودة. كان يردد على مسامعي قصة فرصة حال بينه وبيناه نظام الكفالة السابق. يقول لي لديكم بطاقة مرور بين الشركات كونكم من أهل البلد، أقول من الطبيعي أن نكون كذلك واكتم بعضً من إحساس الاغتراب. أرجع إلى واقع قاعة الاختبار على صوت المراقب الذي هدد أحدهم بأن إجراء نظامي سوف يؤخذ ضده.

أُكمل بعضً من الأسئلة، اسرح مرة أخرى، لا شيء يعجبني هنا، كمٌ من الحشو الذي ينفر منه أي إنسان، في المجمل أنت يجب أن تكون من الصالحين المطيعين إذ أنك في مرحلة من النضج الذي يحرك ذاتك الراشدة. حقاً؟ جميعنا راشدين؟ ماذا يهم إن كنت راشداً أم طفولي أحياناً، أليس لي حقاً في أن أمارس طفولة متأخرة احياناً؟ وجه هنا ووجه هناك سعياً إلى القبول! هل من قبول؟قالوا تصالح مع ربك فالقبول له، أي رب؟ ربي أم ربكم؟ أرجع إلى واقع القاعة مرة أخرى والمراقب يتلوا الأسماء واجداً تلو الاخر.

تبلداً في قراءة الأسئلة، احاول اكمال ما يتيسر منها مخافة التأخر على موعد اقلاع الطائرة، اسرح مجدداً، ماذا سوف أفعل في جدة؟ كنت أفكر في المبيت هناك إلى نهاية الأسبوع إلا أن النفس قررت أن لا جدوى من المكوث، فقط اذهب وانهي ما يريده “رب العمل” وكُن كما يُريدون، موظفٌ مثالي. في كفي جوالي وعلى كتفي جهازي مع الاعتذار لسميح قاسم. أرجع إلى واقع قاعة الاختبار بعد شكوى من أحد الطلاب بأن القاعة باردة، يتراءى لي أن برود قلبي اليوم كبرد هذه القاعة.

ألم ينتهي هذا الاختبار المقرف؟ أشح عيني عن الأسئلة، أعلم جيداً أنني لم أكن هكذا، قلت لك، أنني عبثاً أحاول تجاوز العتمة، اليوم في حماية قوقعتي الهشة التي لن يحميها همسٌ، من يحميني؟ هل ذاتي التي تقولون أنها لم تفهم الرشد والطفولة يوماً؟ هل هذا العبث مُجدي؟ هل يحرك ساكناً في عقلي أم هي لعبة في النفس؟

اشباعٌ كاذب عن واقع غير مفهوم. أغمض عيني واتذكرك، اتذكر ذكريات لها ما لها من وقعاً علي وأعلم أنها لا تعني شيئا لك ولهم.

شكراً لك ولهم.